الوادي جروب للاثاث الراقي

الجمعة، 16 يوليو 2010

غير مجد في ملتي واعتقادي - منتديات الأفق

غير مجد في ملتي واعتقادي - منتديات الأفق




غير مجد في ملتي واعتقادي
قصيدة المعري في رثاء الفقيه الحنفي الحلبي

غيـرُ مـجـدٍ فــي ملّـتـي واعتـقـادي
نــــوح بــــاكٍ ولا تــرنـــم شـــــاد
وشـبـيـهٌ صـــوت الـنـعـيّ إذا قِـــي
س بصـوت البشيـر فـي كــل نــاد
أبَــكَـــت تــلــكــم الـحـمــامــة أم غ
نّــت عـلـى فــرع غصنـهـا المـيّـاد
صـاح هـذي قبـورنـا تـمـلأ الــرُح
بَ فـأيـن القـبـور مــن عـهـد عــاد
خـفـف الــوطء مــا أظــن أديــم ال
أرض إلا مــــن هــــذه الأجــســاد
وقـبـيــح بــنـــا وإن قـــــدُم الــعـــه
د هــــــوان الآبــــــاء والأجـــــــداد
سر إن اسطعت في الهـواء رويـداً
لااخـتـيـالاً عـلــى رفـــات الـعـبــاد
رُب لحـدٍ قـد صــار لـحـداً مــراراً
ضـاحــكٍ مـــن تـزاحــم الأضـــداد
ودفــيـــنٍ عــلـــى بـقــايــا دفـــيـــن
فـــي طـويــل الأزمــــان والآبــــاد
فـاســأل الفـرقـديـن عـمّــن أحــسّــا
مـــن قـبـيـلٍ وآنــســا مــــن بــــلاد
كــــم أقــامــا عــلــى زوال نــهــار
وأنـــــارا لـمــدلــج فـــــي ســــــواد
تــعــبٌ كـلـهــا الـحــيــاة فــمـــا أع
جـب إلا مـن راغــبٍ فــي ازديــاد
إنّ حزناً في ساعـة المـوت أضعـا
ف ســرورٍ فــي سـاعــة الـمـيـلاد
خُــلــق الــنــاس لـلـبـقـاء فـضـلّــت
أمــــــــة يـحـسـبـونــهــم لــلــنــفـــاد
إنــمــا يـنـقـلـون مــــن دار أعــمــا
لٍ إلــــى دار شِــقـــوة أو رشـــــاد
ضجعـة المـوت رقـدة يستريـح ال
جسـم فيـهـا والعـيـش مـثـا السـهـاد
أبَـنــات الـهـديـل أسـعــدن أو عــــد
ن قــلــيــلَ الـــعـــزاء بــالإســعــاد
إيـــــــه لله درّكـــــــن فــأنــتـــن ال
لــواتــي تـحـســنّ حــفــظ الـــــوداد
بـيـد أنّــي لا أرتـضـي مــا فعـلـت
نّ وأطـواقــكــنّ فــــــي الأجـــيـــاد
فـتـسـلّـبــن واســتــعــرن جـمـيــعــاً
مــن قمـيـص الـدجـى ثـيـاب حــداد
ثــم غـــردن فـــي الـمـآتـم وانـــدب
ن بشـجـوٍ مـــع الـغـوانـي الـخــراد
قصـد الدهـر مـن أبـي حمـزة الأّوّ
اب مولـى حِـجـىً وخــدن اقتـصـاد
وفـقـيـهـاً أفــكــاره شـــــدن لـلــنّــع
مـــان مـالــم يـشــده شـعــر زيـــاد
فـالــعــراقــيُّ بـــعــــده لـلــحــجــاز
يّ قـلـيـل الـخــلاف سـهــل الـقـيـاد
وخطيـبـاً لــو قــام بـيــن وحـــوش
عــلّــم الـضـاريــات بِــــرّ الـنِّــقــاد
راويــاً للحـديـث لــم يـحـوج الـمــع
روف مــن صـدقـه إلــى الأسـنــاد
أنفـق العـمـر ناسـكـاً يطـلـب الـعـل
م بـكـشـفٍ عـــن أصـلــه وانـتـقـاد
مستقـي الكـف مــن قلـيـبِ زجــاجٍ
بــغــروب الــيــراع مــــاء مـــــداد
ذا بـنــانٍ لا تـلـمـس الـذهــب الأح
مـر زهـداً فــي العسـجـد المستـفـاد
ودّعــــا أيــهـــا الـحـفـيّــان ذاك ال
شـخــص إنّ الـــوداع أيــســر زاد
واغسـلاه بالـدمـع إن كــان طـهـراً
وادفـنــاه بـيــن الـحـشــى والــفــؤاد
واحبواه الأكفـان مـن ورق المـص
حــف كـبـراً عــن أنـفـس الأبـــراد
واتـلـوَا النـعـش بـالـقـراءة والـتــس
بـــيـــح لا بـالـنـحـيــب والـــعــــداد
أســــفٌ غــيــرُ نــافــع واجـتــهــادٌ
لا يـــؤدّي إلــــى غَــنــاء اجـتـهــاد
طالما أخـرج الحزيـن جـوى الحـز
ن إلــــى غــيــر لائــــقٍ بـالـســداد
مـثـلَ مــا فـاتـت الـصــلاة سلـيـمـا
ن فـأنـحـى عـلــى رقـــاب الـجـيـاد
وهو من سُخـرت لـه الإنـس والـج
ن بـمـا صــح مــن شـهـادة صــاد
خاف غدر الأنـام فاستـودع الـرِّي
ح سـلــيــلاً تــغـــذوه درّ الـعــهــاد
وتــوخــى لــــه الـنـجــاة وقــــد أي
قــــــن أن الــحِــمــام بـالـمــرصــاد
فرمـتـه بـــه عـلــى جـانــب الـكــر
ســــيّ أم الـلُّـهَـيــم أخـــــت الــنـــآد
كيـف أصبحـت فـي محلّـك بـعـدي
يـاجـديـراً مــنــي بـحـســن افـتـقــاد
قــد أقـــرّ الطـبـيـب عـنــك بـعـجـز
وتــقـــضّـــى تَــــــــرددُ الــــعــــوّاد
وانتهى اليأس منك واستشعر الوج
د بــــأن لامــعــاد حــتــى الـمـعــاد
هـجــد الـسـاهـرون حــولــك لـلـتــم
ريـــض ويــــحٌ لأعــيــن الـهـجّــاد
مــن أســرة مـضـوَا غـيـر مـغـرو
ريــن مــن عيـشـة بــذات ضـمــاد
لا يـغـيّـركـم الـصـعـيــد وكــونـــوا
فيـه مـثـل السـيـوف فــي الأغـمـاد
فـعـزيــزٌ عــلــي خــلـــطُ الـلـيـالــي
رِمِّ أقــدامــكــم بِــــــرِمّ الـــهـــوادي
كـنـتَ خــل الـصـبـا فـلـمـا أراد ال
بـيـن وافـقـتَ رأيـــه فـــي الـمــراد
ورأيــــت الــوفــاء لـلـصـاحـب الأ
ول مـــن شـيـمـة الـكــرام الـجــواد
وخلعـت الشـبـاب غـضّـاً فـيـا لــي
تــــــك أبـلـيــتــه مــــــع الأنــــــداد
فـاذهـبـا خــيــر ذاهـبـيــن حـقـيـقـي
نِ بـسـقــيــا روائـــــــح وغـــــــواد
ومَـــــراثٍ لـــــو أنــهـــن دمـــــوعٌ
لـمَـحَـون الـسـطـور فـــي الإنـشــاد
زحــــلٌ أشــــرف الـكــواكــب داراً
مــن لـقــاء الـــردى عـلــى مـيـعـاد
ولِـنـار المـريـخ مــن حَـدَثَـان الــده
ر مـطـفٍ وإن عـلَــت فـــي اتـقــاد
والـثــريــا رهـيــنــةٌ بـافــتــراق ال
شـمـل حـتــى تُـعــدُّ فـــي الأفـــراد
فلـيـكـن للـمـحـسّـن الأجــــلُّ الــمــم
دودُ رغــمـــاً لآنــــــف الــحــســاد
وليـطـب عــن أخـيـه نفـسـاً وأبـنــا
ء أخـــيــــه جـــرائــــحِ الأكـــبــــاد
وإذا البحـر غــاض عـنـي ولــم أر
وَ فـــــلا رِيّ بـــادّخـــار الــثِّــمــاد
كــل بـيـت للهدم مــا تبتـنـي الــور
قــــاء والـسـيــد الـرفـيــع الـعــمــاد
والفـتـى ظـاعـنٌ ويكـفـيـه ظـــل ال
سـدر ضـربَ الأطـنـاب والأوتــاد
بــان أمـــر الإلـــه واخـتـلـف الـنــا
سُ فـــداع إلـــى ضــــلال وهــــاد
والــــذي حــــارت الـبـريــة فــيـــه
حـيــوان مسـتـحـدث مــــن جــمــاد
واللبـيـب اللبـيـب مــن لـيـس يـغـت
رُّ بـــكـــونٍ مــصــيــره لـلـفــســاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق